للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعاب عطارد باملائه، والقاضي الفاضل بصكوكه وانشائه، وهو بلا ارتياب واحد الوجود في هذا الباب.

وقد أوردت من نوادره وإبداعه، ما يرشدك إلى كمال وسعه في الأدب واتساعه. فمن ذلك قوله من قصيدة في معركة نادر شاه، فمن مديحها:

وذاك من يمن الوزير الذي ... خصصه الله بلطف اعم

حسين اسم حسن فعله ... مستحسن الرأي بأمر أهم

قام لنا في حسن تدبيره ... فأرهب الخصم بأعلى الهمم

وجال في عسكره جولة ... فميل الركن له فانهدم

ورام منه الصلح عن أنفه ... رغما ولم يدر الصواب الأتم

فقام عنا وهو من غيظه ... يعض حرصا لكفوف الندم

حيث رآه جبلا شامخا ... ومرتقاه أبدا لم يرم

أبو مراد لم يزل دافعا ... عنا إذا الخطب علينا هجم

فيا له من أسد قد حمى ... غابته من كل خصم صدم

صان لنا الأعراض والمال وال ... أنفس والأهل وهتك الحرم

وكم حمانا من بلاء وكم ... كف أكف السوء عنا وكم

وانه مظهر حسن الثنا ... ومظهر الإحسان بعد العدم

والبطل الخواض نقع الوغى ... والباذل الفياض يوم الكرم

والباسل الضحاك في حربه ... والخائف البكاء جوف الظلم

والمسعف المضطر في دهره ... والمنصف المظلوم ممن ظلم

والرافع الخير إلى أهله ... والدافع الشر بأيدي الحكم

والكاسب المجد بإقدامه ... والساكب الجو كسكب الديم

<<  <  ج: ص:  >  >>