نعم كيف أخشى رزايا الخطوب ... وفي عصرنا من بقايا عمر
همام اذا لذت في بابه ... أتاك النجاح ونلت الظفر
هو المقتفى جده من روت ... خصائله عنه كل الخبر
أمولاي هذا قريض حوى ... لذيذ الخطاب وأشهى السمر
فلم أدر من حسن ألفاظه ... أمن ملك جاءني أم بشر
فقمت أعفر خدي به ... فها من عبير بخدي أثر
روت منطق البدو أبياته ... ولكن أرتنا نعيم الحضر
غياض ولكنها أينعت ... رياض ولكن سقاها المطر
ورود ولكنها فتحت ... خدود ولكن علاها الخضر
فقمت أراقب نجم الدجى ... وقلت لعل الثريا نثر
وملت أقبل ثغر الحبيب ... وقلت أيفجعني في الدرر
وفتشت عنه نحور الحسان ... وقلت أرى الدر منها صدر
سقى الله نثرا أتى رائقا ... يعلمني كيف سجع الفقر
فلم أر من قبله خمرة ... من اللفظ صفوتها تعتصر
فيا أيها الحبر من قد غدا ... المطول في وصفه مختصر
ترقب من العسر لي وقدة ... وخذ صادحا فاق صوت الوتر
من النظم أبياته تنطوي ... على خير مدح لكم ينتشر
مع هذا النثر:
أطال الله بقاء من جعلنا لمراسلاته أهلا، ونصب لنا سلالم الملاطفة فعرجنا إلى مفاجأة علاه عروجا سهلا. لا زال ثغر الدهر بك مبتسما، وروح الإحسان من روض لفظك متنسما.
فبالمروءة التي شد الله بك من وثيق عراها لما جمع بينها وبينك،