للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعناق، وأثمد الأجفان والأحداق. وهو الروض الذي يتفتق عن عبير. له جامعية بنيان وبيان، وطلاقة قلم ولسان. لعوب برماح الكلام فارس بتفويق سهام الأقلام. فهو في حرفة الإنشاء مشهور وبكل كمال في الألسنة مذكور، ففمه ممزوج يصاب ولسانه أسكر من الخمر والشراب.

تميز بنفسه، وتحيز بكماله من جنسه، فزاحم الكواكب بالمناكب، والمواهب بالمآرب.

هذا هو الفخر العلي ... وما سواه فممتهن

قطب الكمال المجتبى ... ذو الخلق والخلق الحسن

له شعر غير كثير. لكنه أعذب من الماء النمير وقد اثبت منه ما هو في السرور، أسرى في الأبدان من المدام والخمور فمن زلال كلامه، ونتائج نظامه، قوله لما وقف على بعض هذا المؤلف، وهو:

أفوح شذا روض الفضائل أم عطر ... وعرف ندى نبت الأفاضل أم نشر

نسائم ضوع الليل في آخر الدجى ... تسابق قبل الوصل أم نسم الفجر

أم المسك والكافور حل بمجمر ... مع الند ممزوجا وأوجهه الجمر

فروح ولا تدر الكؤوس فإنني ... ثملت بطيب لا يماثله الخمر

<<  <  ج: ص:  >  >>