للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأزال الظلام عنهم بدين ... لم يزل بالضياء كالمصباح

ليس في الرسل مثل أحمد حام ... ينقذ المستجير يوم الكفاح

لا ولم يخف نوره عن بصير ... كيف يخفى عنا ضياء الصباح

فجرى الماء صاح من اصبعيه ... فارتوى كل ذي ظما ملتاح

نافح الكرب والبلية عنا ... فوقانا الرديء بذاك النفاح

يا ملاذ الأنام أني ضعيف ... مثقل الوزر زائد الافتضاح

ليس لي في المعاد ذخر شفيع ... غير علياك إذ يزاد نواحي

زاد ذنبي وقد تثاقل وزري ... ولقد جئت نائبا بامتداحي

فأقلني من الجرائم يا من ... فيه عزي ونصرتي وصلاحي

وله أيضا في مدحه صلى الله عليه وسلم، وقد التزم فيها الجناس المذيل:

فؤادي هام في تذكار حاجر ... وحبي لي عن التقبيل حاجر

له خد بنور الحسن باه ... لذاك غدوت بالأشواق باهر

ولحظ عن غرام في عام ... وقلبي في هواه صار عامر

وسيف جفونه للقتل ناض ... ولين قوامه كالغصن ناضر

وأني من لهيب الشوق ظام ... ولكنى لما احويه ضامر (١)

وحالي كلما أخفيه باد ... ووجه معذبي كالبدر بادر

وصبري عن لقاء الحب غاد ... ومن يلحو محبا فهو غادر

وقلبي كلما ارويه صاد ... لذلك منه نار الشوق صادر

فيا ملكا غدا للصد هاج ... لماذا أنت دون الخلق هاجر (٢)


(١) في الاصول: لما احويه ناظر، والتصويب من شمامة العنبر.
(٢) في الشمامة: أممدوحا غدا بالصد هاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>