للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تشفع لي وكن للجرم ناف ... فلي عزم من الأهوال نافر

مقامي بالخطا كالليل ساج ... ولي ندم لنار القلب ساجر

متى أحدو النياق اليك ساع ... ليطفى كل مابي كان ساعر

وله من قصيدة:

أيا له من غزال طاب مرتعه ... فلم يكن في بهاه من يشاكله

جبينه قمر والقوس حاجبه ... كأن هاروت في سحر يراسله

فصاد مقلته صاد الأنام به ... فأي صب نجت منه مفاصله

والنمل دب لقصد الشهد من فمه ... فأصبحت نار خديه تزاوله

في هذا البيت رائحة من قول بعضهم:

ريقك شهد والدليل على ... ذلك نمل في الخد قد صعدا

عيناك ترمى قلبي بأسهمها ... ما بال خدك يحمل الزردا

وفي هذا المعنى أيضا للقاضي الفاضل (١):

قلت وقد أبصرته مقبلا ... وقد بدا الشعر على الخد

صعود ذا النمل على خده ... يشهد أن الريق من شهد

وفيه أيضا وقد مر كثيرا فيما دار بالعذار ولكن غير ما سنذكره:

وكأن عارضه تسلسل دوره ... وحلت مراشف ثغره من شهده

نمل سعى يبغي ضريب رضابه ... لكن توقف من تضرم خده

وفيه للقاضي زين الدين (٢)

وقف العذار بخده فكأنه ... عن دبه في وجنتيه يمنع

نمل يحاول نقل حبة خاله ... فتمسه نار الخدود فيرجع


(١) مرت ترجمته في ص ١١١ ج ١.
(٢) هو زين الدين عمر بن الوردي وقد مرت ترجمته في ص ١٣٧ ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>