فاقبل هدية مشتاق على بعد ... يقص شرح غرام في عجائبه
يخفيك أعظم ما فيه ويكتمه ... خوف الرقيب وحفظا من ترقبه
عليك مني سلام دائم حسن ... يهدى إلى حسن مع حسن مأربه
ولا يزال رداء الفضل يستره ... عن المداجي ويبديه لمعجبه
وله أيضا:
وظبي لم يزل فينا يطاع ... وفي ذكراه كم طاب السماع
من الأتراك قد تركت فؤادي ... لواحظه أسيرا يستضاع
وكم عذرت عذارى في عذار ... كلام أحسن الخط اليراع
وكم بتنا ولم نلق رقيبا ... سوى ألحاظه فيها اتساع
وأسقمني النوى لما نواه ... وقبل الموت قد يقع النزاع
فذكر يا رسول حديث حالي ... وقل هل مغرم مثلي يضاع
وكرر عن لسان الحال بيتا ... «أضاعوني وأي فتى أضاعوا»
وقد ضمن الحريري (١) هذا البيت أيضا، وذكر ذلك في المقامات. وهي:
لحاك الله هل مثلي يباع ... لكيما تشبع الكرش الجياع
وهل في شرعة الإنصاف أني ... أكلف خطة لا تستطاع
فإن أبلى بروع بعد روع ... فمثلي حين يبلى لا يراع
أما جربتني فخبرت مني ... نصاحا لا يمازجها خداع
وكم أرصدتني شركا لصيد ... فعدت وفي حبائلي السباع
ونطت بي المصاعب فاستنارت ... مطاوعة وكان بها امتناع
(١) هو ابو محمد القاسم بن علي صاحب المقامات. وقد مرت ترجمته في ص ٨٨ ج ١.