للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الباب من التورية والإيهام لطيف. فمن ذلك قول المارديني (١)

كم طب في الملك من داء بحكمته ... فكيف لا وله فيه الحميات

من آل أيوب لكن في العداة له ... إذا سطا عزمات هاشميات

رشيد رأي ومأمون العواقب كم ... بعدله جمعت للفضل أشتات

وكل من كان مسرورا بخدمته ... فاضت عليه أياد جعفريات

ومثله لابن حجر (٢):

جمع الصفات الصالحات مليكنا ... فغدا بنصر الحق منه مؤيدا

كأبي الأمين برأيه وبجده ... أني توجه وابن يحيى في الندى

ولابن نباتة (٣):

فيا ليت البرامك عاينوه ... وأنعمه تعم الخلق سقيا

فينصب جعفر ويعود فضل ... ويسأل خالد ويموت يحيى

ولصاحب الترجمة وقد جعلها صدر كتاب:

ما غير البعد قلبا قد سكنت به ... ولو تقاضاه نار في تقلبه

ولا انثنى عن وداد أنت تعلمه ... ولو كراه النوى في بعد مطلبه

وسل فؤادك عنه فالدليل به ... ينيبك عن صدق دعواه وموجبه

قد أخذ معنى البيت من قول القائل:

سلوا عن مودات الرجال قلوبكم ... فتلك شهود لم تكن تقبل الرشا

ولا تسألوا عنها العيون فربما ... أشارت بشيء لم يكن داخل الحشا

(وتتمة) الأبيات المترجمة:

هذا وأن كان بعد الدار غيرنا ... فالشخص وسط فؤادي غير مشتبه


(١) هو محمد بن عبد السلام المارديني. وقد مرت ترجمته في ص ١١١.
(٢) هو احمد بن علي العسقلاني. وقد مرت ترجمته في ص ١٥٢ ج ١.
(٣) هو محمد بن محمد ابن نباته المصري وقد مرت ترجمته في ص ١١٤ ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>