للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحفِ الأُولى، فاللهُ أَخبرَ " في صحفِ إِبراهيمَ وموسى أَنَّ مَنْ تَزَكّى وذَكَرَ

اسْمَ ربِّه فصلّى، فهو مفلحٌ فائزٌ ناجح..

ولكنَّ معظمَ الناسِ لا يَأخذون بذلك، وإنما يُؤْثِرونَ ويُفَضلونَ الحياةَ الدنيا، وهم خاسرونَ مُخطئون في إِيثارِهم واختيارِهم، لأَنَّ الآخِرَةَ خَيرٌ وأَبقى.

فهذه الآيات ُ شاهدةٌ بوحدةِ الصحفِ والكتبِ التي أَنزلَها اللهُ على رسلِه،

ووحدةِ الرسالاتِ في الأُصول، وهي مسائلُ الإِيمانِ والعقيدة، وكلُّهم جاؤوا

بعقيدةٍ واحدةٍ، تقومُ على توحيدِ الله، وإفرادِه بالعبادةِ والاستعانة، وطالَبوا

بتحقيقِ أَركانِ الإِيمان، والخلافُ بينَهم إِنما كان في الشرائعِ، لقوله تعالى:

(لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) .

وذَكَرَ الفادي المفْتَري بعضَ الموضوعاتِ التي أَخَذَها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - من الكتبِ السابقة فقال: "..

وفي هذا اعترافٌ صريحٌ أَنَّ القرآنَ (عَدَا قصص نساءِ محمدٍ وغاراته) مأخوذٌ عن الكتابِ المقدس..

فمِنْ سِفْرِ التكوينِ اقتبسَ قصةَ الخليقةِ وآدمَ وحَوّاء وقايينَ وهابيلَ وأَخنوخَ ونوحٍ وإبراهيمَ ولوطٍ وإسحاق ويَعقوبَ ويوسُفَ ...

وعن سِفر الخروج أَخَذَ قصةَ موسى وفرعون وعامودَ السحاب والمنِّ والسلوى والصخرةِ والوصايا العشر والعجل الذهبي واللوحين

والتابوت ...

وعن سِفر اللّاويين أَخَذَ شريعةَ العينِ بالعينِ والسِّنِّ بالسن والذبائح الدموية ...

وعن سِفْرِ العددِ أَخَذَ قصةَ الجواسيس وقورح والبقرة

الحمراء وبلعام ...

وعن سفرِ التثنية أَخَذَ أَنَّ موسى كتبَ التوراة، وأَنَّ الكهنةَ

حفظوها ...

ومن سِفْرِ يَشوع اقتبسَ قصةَ دُخول بني إِسرائيلَ أَرضَ الموعد..

وأَخَذَ قصةَ جَدْعون عن سِفْرِ القضاة..

وقصةَ شاول وداود وجوليات وتوبةَ داود عن سِفْرَي صموئيل..

وقصةَ سليمان من سِفر المزامير وأَشعياء وحزقيال.

وقصةَ يونان عن سِفر يونان..

وقصةَ زكريا ويحيى ومريم العذراء

وميلاد المسيح ومعجزاتِه وموته وصعوده عن الأَناجيل.

وانتشار المسيحية ومجمع أورشليم ورسامة القساوسة عن أعمال الرسل..

وبعضَ الآياتِ اقتباساً من رسائل بولس الرسول إِلى أَهلِ رومية وكورنثوس وغلاطية وفيلبي

<<  <  ج: ص:  >  >>