فإذا كانَ " نسخُ التلاوةِ " غيرَ موجودٍ في القرآن، وإِذا كانت الآياتُ
التي نُسختْ أَحكامُها لا تَزيدُ على عشرِ آيات، ولا تَكادُ تملأ صفحةً واحدة، فكيفَ يقولُ هذا الغبيُّ المفترِي ما قال؟!
إِننا نوقنُ أَنّه لم تنسخْ آيةٌ واحدةٌ من القرآن بكلماتِها وصياغتِها، وأَنه لا يمكنُ إِلغاءُ آيةٍ واحدةٍ من القرآن، كما أَننا نوقنُ أَنَّ القرآنَ هو المعجزةُ الكبرى حَقّاً، وأَنه كلامُ اللهِ المحفوظ، لم يُغَيَّرْ منه كلمةٌ واحدة.
٦ - العيبُ السادسُ الذي سَجَّلَه الفادي على النسخِ قَسَّمَ فيه النسخ إِلى
ثلاثةِ أَقسام، وكُلُّها في نظرِه مردودة.
قال: " لأَنَّ النسخَ في القرآنِ عند علماءِ المسلمين ثلاثةُ أَنواع:
فالنوعُ الأَولُ ما نُسِخَ تلاوتُه وحكْمُه، أَيْ: بعدَ كتابتِه وقراءَتِه لم يَكتُبوه ولم يَقرؤوه..
والنوعُ الثاني: ما نُسِخَ حُكمُه وبَقيتْ تلاوتُه، وهو مقدار كبيرٌ من آياتِ القرآن، يَقْرؤونها ويَعتقدون أَنَّ أَحْكامَها ملغِيَّة، فلا يَعملونَ بها..
والنوعُ الثالث: ما نُسخَتْ تلاوَتُه وبقيَ حُكْمُه..
وأَمامَ هذا النوعِ نتساءَل: لماذا يُكلفُنا اللهُ أَنْ نَعملَ بآيةٍ غيرِ موجودة؟
أَلَم يَكن الأَوْلى أَنْ تَبْقى في كتابِه حتى يُحاسِبَنا بمقتضاها؟! ".
صحيحٌ أَنه لم يأتِ بأَقسامِ النسخِ الثلاثةِ من عنده، وأَنه نَقَلَها من بعضِ
المراجعِ الإِسلامية، وأَنه قال بها كثيرٌ من العلماءِ المسلمين، لكنَّ تعليقاتِ
المفتري واستنتاجاتِه مرذولةٌ باطلة.
النوعُ الأَول: ما نُسختْ تِلاوتُه وحُكْمُه.
وفَسَّرَهُ المفترِي بأَنَّ المسلمينَ لم يَكتبوه ولم يَقرؤوه، بعدَ كتابتِه وقراءتِه.
وهذا يَعني أَنهم هم الذين تَصَرَّفوا بالنسخِ في القرآنِ على هواهم، وأَنهم أَهملوا الاهتمامَ بالقرآن، وأَنهم أَسْقَطوا منه كثيراً من آياتِه، وأَضاعوا كثيراً من أَحكامِه.
ورغم أَنَّ كثيراً من السابقين قالوا بهذا النوعِ من النسخِ، إِلّا أَننا لا نقولُ
به، ونَعتبرُه مَرْدوداً، لأَنه لم يثبتْ عندَنا نَسْخُ شيء من أَلفاظِ وكلماتِ القرآن!