للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوعُ الثاني: ما نُسِخَ حكْمُه وبقيتْ تلاوتُه.

وعَلَّقَ عليه المفترِي بقولِه: " وهو مقدارٌ كبيرٌ من آياتِ القرآن، يَقرؤونَها ويَعتقدونَ أَنَّ أَحكامها ملغيةٌ فلا يَعملونَ بها ".

وهذا النوعُ هو الوحيدُ في القرآن، فالمنسوخ في القرآنِ هو بعضُ

الأَحكامِ فقط، مع أَنَّ الآياتِ التي عرضَتْ تلك الأَحكام المنسوخة بقيَتْ في

القرآن.

لكن هذه الآياتِ المنسوخة ليستْ كثيرةً كما زعمَ المفترِي، وإنما هي

- آياتٌ قليلة، لا تَتجاوزُ عَشْرَ آيات.

النوع الثالث: ما نُسختْ تلاوتُه وبَقيَ حُكْمُه.

وعَلَّقَ عليه المفترِي بأَنه كانَ الأَوْلى أَنْ تبقى تلك الآياتُ المنسوخةُ في القرآن، وأَنْ لا تُرفَعَ منه.

ومَثَّلَ العلماءُ لهذا النوع من النسخ برجْمِ الزاني والزانية إِذا كانا محصنَيْن

متزوجَيْن، ويَزعمونَ أَنه كانَتْ آيةٌ في القرآن، نَصُّها: " الشيخُ والشيخةُ إِذا زنيا فارجُموهما ألبتة "، فنَسخَها اللهُ من القرآنِ وأَبْقى حكمَها!.

ونحنُ لا نقولُ بهذا النوعِ من النسخ، ونَرى أَنَّ رجمَ الزاني المحصَنِ

ثبتَ بالسُّنَّة وليس بالقرآن، وثبوتُه بالسنة يكفي لاعتمادِه حُكْماً شرعياً.

والخلاصةُ أَنَّ النسخَ الوحيدَ في القرآنِ هو نسخُ الحكمِ مع بقاءِ التلاوة،

والآياتُ التي نُسِخَ حكمُها في القرآنِ قليلةٌ لا تَتجاوزُ عَشْرَ آيات.

ثانياً: أمثلة الناسخ والمنسوخ في القرآن:

عرضَ الفادي الجاهلُ خمسةَ أَمثلةٍ اعتبرَها من " الناسخِ والمنسوخ " في

القرآن، كان يَذكرُ الآيةَ المنسوخة، وبجانبها الآيةَ الناسخة، والحكمَ المنسوخ والحكمَ الناسخ، ومعظمُ هذه الأَمثلةِ لا نسخَ فيها.

ولْننظرْ في الأَمثلةِ التي ذكرها:

١ - الحكمُ المنسوخُ هو: السِّلْمُ في سبيلِ الدعوة، الذي قَرَّرَه قولُه

تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>