للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في موضع آخر: قال أبو مصعب: قال مالك - رضي الله عنه -: أحسن ما سمعت في تأويل هذه الآية: الحر بالحر يريد الجنس الذكر والأنثى سواء، وكذا العبد بالعبد الذكر والأنثى سواء، وإعادة ذكر الأنثى بالأنثى إنكار لما كان من أمر الجاهلية، ألا تراه سبحانه قال: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (١) إلى {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} (٢) فالمساواة في ذلك، الحرية في جنسها والعبودية في جنسها.

وزعم أهل العراق: أنهم يقتلون الحر بالعبد، والمسلم بالكافر وسووا بينهم. (٣)

٤. التزم المؤلف بإيراد المسائل الفقهية حسب ورودها في الآيات بما يتفق وترتيب المصحف، إلا أنه شذ عن ذلك في بعض المسائل فأتى بها في غير موضعها لمناسبة الحديث عنها، ومن ذلك: تقديمه مسألة قصر المسافر للصلاة عند الحديث عن الصيام في السفر (٤)، مع أن موضعها عند قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} (٥).

وقدم مسألة الاختلاف في قيمة الرهن عند الحديث عن مسألة الاستيثاق للديون (٦)، مع أن حقها التأخير عند قوله: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} (٧).

وقدم مسألة حكم أكل السباع، وأكل الضب عند قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (٨) مع أن حقها التأخير عند قوله: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} (٩).


(١) [سورة المائدة: الآية ٤٥]
(٢) [سورة المائدة: الآية ٤٥]
(٣) ص: ١٥٦.
(٤) ص: ٢٠٠.
(٥) [سورة النساء: الآيتان ١٠١ - ١٠٢]
(٦) ص: ٤١٧.
(٧) [سورة البقرة: الآية ٢٨٣]
(٨) [سورة المائدة: الآية ١٠١] انظر من هذه الرسالة ص: ٧١٣.
(٩) [سورة الأنعام: الآية ١٤٥]

<<  <   >  >>