للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إما أن تصلي معي، وإما أن تخفف عن قومك , ثم قال: يا سليم * ما معك من القرآن؟ قال: معي أني أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، والله ما أحسن دندنتك (١) ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل تصير دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة، ونعوذ به من النار , ولكن سترون هذا غداً إذا التقى القوم - وكانوا يجهزون لأحد - فخرج سليم فاستشهد (٢).

فكان قوله - صلى الله عليه وسلم -: إما أن تصلي معي - وهو يعلم أنه يصلي معه - يريد صلاة الفرض حتى آمر غيرك يصلي بالقوم، أو تخفف بقومك، وتتنفل معي (٣)؛


(١) الدندنة: أن يتكلم الرجل بالكلام تُسمع نغمته ولا يُفهم. [النهاية: ٢/ ١٣٧].
(٢) مسند أحمد: ٥/ ٧٤ من طريق عمرو به، شرح معاني الآثار: ١/ ٤٠٩، المعجم الكبير: ٧/ ٦٧، معرفة الصحابة لأبي نعيم: ٣/ ١٣٦٧ ثلاثتهم من طريق القعنبي به، الاستيعاب: ٢/ ٧٤ من طريق عمرو بن يحيى به.
قال الهيثمي: رواه أحمد، معاذ بن رفاعة لم يدرك الرجل الذي من بني سلمة؛ لأنه استشهد بأحد، معاذ تابعي، ورجال أحمد ثقات. [مجمع الزوائد: ٢/ ٧٢].
وقال ابن حجر: وهذا مرسل؛ لأن معاذ بن رفاعة لم يدركه. [فتح الباري: ٢/ ٢٥١].
(٣) قال ابن حزم: ثم لو صح هذا الحديث الذي ذكروه من طريق معاذ بن رفاعة لما كان لهم فيه متعلق أصلاً؛ لأنه واضح المعنى، وكان يكون قوله عليه السلام: (إما أن تخفف عن قومك أو اجعل صلاتك معي) أي: لا تصل بهم إذا لم تخفف بهم، واقتصر على أن تكون صلاتك معي فقط، هذا مقتضى ذلك اللفظ الذي لا يحتمل سواه. ... [المحلى: ٤/ ٢٣٢].
وقال ابن حجر: بل التقدير: إما أن تصلي معي فقط إذا لم تخفف، وإما أن تخفف بقومك فتصلى معي، وهو أولى من تقديره؛ لما فيه من مقابلة التخفيف بترك التخفيف؛ لأنه هو المسئول عنه المتنازع فيه.

[فتح الباري: ٢/ ٢٥٥].

<<  <   >  >>