للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في السيف الذي أخذه سعد، فأنزل الله عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ! وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١) فقسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وفاق.

وكان بعد ذلك يُنَفِّل في البَدْأَة (٢) وإذا نفلوا (٣)، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وَبَرَة (٤) من جنب بعير فقال: ? يا أيها الناس مالي فيما أفاء الله عليكم إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخِيَاط والمِخْيَط (٥)، وإياكم والغلول فإنه عار على أهله يوم القيامة، وقال: وعليكم بالجهاد في سبيل

الله فإنه باب من أبواب الجنة، ويذهب الله به الغم والهم، وقيل:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأنفال ويقول: ليرد مُقْوي المؤمنين

على ضعيفهم? وروى ذلك أبو أمامة الباهلي (٦)


(١) سورة الأنفال (١).
وخبر تنازع سعد - رضي الله عنه - مع الأنصاري أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٤٥٥ عن سعيد بن جبير، بنحوه.
(٢) قال في شرح سنن ابن ماجه (١/ ٢٠٤) " البدأة: وهي ابتداء سفر الغزو، وكان إذا نهضت سرية من جملة الجيش وابتدروا إلى العدو، وأوقعوا بطائفة منهم، فما غنموا كان يعطيها منها الربع، ويشركهم سائر العسكر في ثلاثة أرباع".
(٣) كذا في الأصل: نفلوا، وصوابه: قفلوا، كما في صحيح ابن حبان (١١/ ١٩٣).
(٤) قال في عون المعبود (٧/ ٢٥٧): " وبرة: بفتحات، أي شعرة ".
(٥) قال في عون المعبود (٧/ ٢٥٧): " الخياط: بكسر الخاء أي الخيط أو جمعه، والمخيط: بكسر الميم وسكون الخاء هو الإبرة ".
(٦) هو: صدي بن عجلان الباهلي أبو أمامة، أحد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وممن بايع تحت الشجرة، وقد كان سببا في إسلام قومه، توفي بالشام سنة ٨٦ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٩٦) والإصابة (٣/ ٤٢٠).
وروايته التي أشار إليها المؤلف لم أجدها، غير أن أبا أمامة قد روى عن عبادة بن الصامت هذا الحديث، كما في الحاشية بعده، فربما كان هذا مراد المؤلف ـ رحمه الله ـ.

<<  <   >  >>