للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم قال تبارك وتعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} وآخرها سلخ المحرم {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وهم الذين لم يكن لهم عهد بقوله: {وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} إلى: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١) وبقي من لم ينقض العهد إلى مدته، وهم قوم من كنانة، وليس هم الذين قاتلوا خزاعة (٢)، وذلك في سائر العرب ألا يقبل منهم جزية، إلا من تمسك منهم بالكتاب وهم: بنو تغلب (٣)، واليهود من اليمانيين فلهم حكمهم (٤).

ثم استقر أمر الحج لما فرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر به، ووافق حجه ذي الحجة (٥)، ووقف بعرفة والمسلمون معه، واستقر الأمر على ذلك.

وفي طوافهم عراة نزلت: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (٦) فأمروا بستر عوراتهم (٧).


(١) سورة التوبة (٥).
(٢) خزاعة هي: قبيلة من الأزد، أبناء عمرو بن ربيعة بن حارثة، سموا بذلك لأنهم تخزعوا عن قومهم ونزلوا بأنحاء مكة، وقد كان لهم ولاية البيت قبل قريش. ينظر: العقد الفريد (٣/ ٣٣١)، والإنباه على قبائل الرواة ص ٨١ ولسان العرب (٤/ ٨٢).
وخبر قتال خزاعة أورده ابن هشام في السيرة (٤/ ٢٦) وذكر أن الذين قاتلوا خزاعة هم: بنو الديل من بني بكر بن عبد مناة بن كنانة.
(٣) بنو تغلب هم: أبناء وائل بن قاسط بن ربيعة بن نزار، من أشهر المنتسبين إليهم: كليب وائل وأخوه مهلهل، قال ابن عبد البر: وبنو تغلب بن وائل بن قاسط، كان أكثرهم نصارى. ينظر: العقد الفريد (٣/ ٣١٠) والإنباه على قبائل الرواة ص ٨٧.
(٤) أي لهم حكم من انتسبوا إليه من اليهود والنصارى.
(٥) كذا في الأصل ومقتضى قواعد النحو بالنصب: ذا الحجة.
(٦) سورة الأعراف (٣١).
(٧) أخرجه مسلم [٤/ ١٨٣٣ كتاب التفسير] عن ابن عباس - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>