للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طالب، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأُخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس، فلما كان من العشي أتاهم أبو جهل (١) ومعه حربة فجعل يشتمهم ويوبخهم، ثم أتى سمية فطعن بالحربة في فرجها فقتلها، فهي أول شهيد استشهد في الإسلام، قال: وقال الآخرون ما سألوهم (٢)، وقال في غير هذه الرواية: إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه، وجعلوا يعذبونه ويقول: أحد أحد، حتى مَلّوه، ثم كتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف ودفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة (٣) حتى مَلّوه وتركوه (٤).


(١) هو: عمر بن هشام وقيل: هاشم بن المغيرة المخزومي، كان يلقب أبا الحكم لرجاحة عقله، ثم لقبه النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، وسماه فرعون هذه الأمة، كان من أشد الكفار عداوة وإيذاء للمستضعفين، ضربه يوم بدر معاذ ومعوذ ابنا عفراء ثم أجهز عليه ابن مسعود - رضي الله عنهم -. ينظر: البداية والنهاية (٣/ ٥٥).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ١٢٤).
(٣) أخشبا مكة: جبلان يضافان تارة إلى مكة وتارة إلى منى، أحدهما أبو قبيس، والآخر قعيقعان، ويقال بل هما أبو قبيس والجبل الأحمر المشرف هنالك، وقيل غير ذلك. ينظر: معجم البلدان (١/ ١٢٢) ومعحم ما استعجم (١/ ١٢٤).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة [٧/ ١٢ كتاب التاريخ] بنحوه.
وقد أخرج ابن حبان [١٥/ ٥٥٨ كتاب أخبار النبي - صلى الله عليه وسلم -، ذكر بلال بن رباح المؤذن - رضي الله عنه -] وغيره عن ابن مسعود نحوه.

<<  <   >  >>