للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال المفسرون أقاويل ترجع بالمعاني إلى شيء واحد، فمنهم من قال: إذا بلغا من الكبر ما يرجعا به إلى أرذل العمر، فوليت منهما ما كان يليانه منك (١).

ومنهم من قال: لا تخالفهما في شيء يريدانه (٢)، وما أشبه ذلك.

والذي يجب لهما عليه الطاعة فيما لم يدخله معصية لله، وألا يعصيهما ولا ينهرهما وإن أخطآ، ولا يرفع صوته عليهما، ويحسن برهما وخدمتهما حسب ما خدماه في صغره، ويجتهد في الزيادة على ذلك.

قال الله عز وجل: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (٣).

التبذير إنفاق المال في غير رضى الله، ولا فيما يلزم الإنسان في نفسه وأهله وما يَعْرُوه (٤)، فإذا أنفقه في غير ذلك صار في معاصي الله، ألا تراه قال: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (٥) فلا ينبغي لأحد أن ينفق ما أعطاه الله إلا فيما لا يسخطه. نسأل الله التوفيق برحمته.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٥٤١٠) عن مجاهد بنحوه.
(٢) أخرج الطبري في تفسيره (٨/ ٦١) من قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بنحوه.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (١/ ١٧) والطبري في تفسيره (٨/ ٦١) عن عروة بن الزبير بنحوه.
(٣) سورة الإسراء (٢٦).
(٤) أي: ما ينوبه وينزل به من حاجة ونحوها. ينظر: لسان العرب، مادة: عرى.
(٥) سورة الإسراء (٢٧).

<<  <   >  >>