للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرافضة (١) في معانيهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماهم كلاب النار (٢) ومَثَّلَهم فقال: (يقرؤون القرآن لا يجاوز تَرَاقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَمِيّة، تنظر النصل فلا ترى شيئا، ثم تنظر في القِدْح فلا ترى شيئا، ثم تنظر في الرَّيْش فلا ترى شيئا، ثم تتمارى في الفَوْق) (٣) فذكر - عليه السلام - أن الذي يبقى معهم من الإيمان موضع الوتر من النُّشَابة (٤).


(١) الرافضة: هي أحدى فرق الشيعة الغالية، وسبب تسميتهم رافضة؛ إما لأنهم رفضوا إمامة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهم -، أو لأنهم رفضوا زيد بن علي لما أنكر عليهم طعنهم في أبي بكر وعمر - رضي الله عنه - وأبى أن يبرأ منهما، وهم فرق شتى يجمعها تقديم إمامة علي - رضي الله عنه - على سائر الصحابة - رضي الله عنهم -، ويرون أن الخلافة بعده لا تخرج عن ولده. ينظر: مقالات الإسلاميين ص ١٦، والملل والنحل (١/ ١٦٩).
(٢) يشير إلى ما رواه الحاكم [٢/ ١٦٣ كتاب قتال أهل البغي] وغيره من حديث شداد بن عبد الله قال: شهدت أبا أمامة الباهلي - رضي الله عنه - وهو واقف على رأس الحرورية عند باب دمشق وهو يقول: كلاب أهل النار، قالها ثلاثاً، خير قتلى من قتلوه، ودمعت عيناه فقال له رجل: يا أبا أمامة أرأيت قولك: هؤلاء كلاب النار، أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو من رأيك؟ قال: أني إذا لجريء، لو لم أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا وعد سبع مرات ما حدثتكموه. قال في التلخيص: صحيح على شرط مسلم.
(٣) أخرجه البخاري [١٠٩٩ كتاب فضائل القرآن، باب إثم من راءى بقراءة القرآن] من حديث أبى سعيد الخدري.
قوله: تراقيهم، قال في فتح الباري (١٢/ ٣٠٧): " جمع ترقوة، وهي: العظم الذي بين نقرة النحر والعاتق، والمعنى: أن قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها، وقيل: لا يعملون بالقرآن فلا يثابون على قراءته، وقال: النووي: المراد أنهم ليس لهم فيه حظ إلا مروره على لسانهم لا يصل إلى حلوقهم، فضلا عن أن يصل إلى قلوبهم، لأن المطلوب تعقله وتدبره بوقوعه في القلب".
وقوله: الرَمِيّة، قال في فتح الباري (١٢/ ٣٠١): " فعلية بمعنى مفعولة، والمراد الشيء الذي يرمى به، ويطلق على الطريدة من الوحش إذا رماها الرامي ".
والنصل: كما في غريب الحديث (٤/ ١٩): السهم.
والقدح قال في اللسان، مادة: قدح: " السهم قبل أن يُنَصّل ويراش .. ".
والرِّيْش قال في اللسان، مادة: ريش: " مصدر راش سهمه يَرِيشُه رَيْشا إذا ركب عليه الرِّيشَ، ورِشْتُ السهم: أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ ".
والفوق: قال في اللسان مادة: فوق: " الفوق من السهم: موضع الوتر ".
قال ابن حجر في الفتح (١٢/ ٣٠٨) في شرح الحديث: "وجاء عن ابن عباس عند الطبري وأوله في ابن ماجه بسياق أوضح من هذا ولفظه: (سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرَمِيّة، عرضت للرجال فرموها فانمرق سهم أحدهم منها، فخرج فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء، ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء، فقال: إن كنت أصبت فإن بالريش والفوق شيئا من الدم، فنظر فلم ير شيئا تعلق بالريش والفوق، قال كذلك يخرجون من الإسلام) ".
(٤) قال في القاموس، مادة: نشب: " النشابة: واحد النشاب، وهو النبل ".

<<  <   >  >>