للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ (١): {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (٢) فمن شعائر الله عرفة والمزدلفة قال الله عز وجل: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} (٣) فلا معتمل لأحد في شيء من هذا بعد أن يمضي الأجل المسمى، وإذا مضت أيام منى فلا ترمى الجمار بعد ذلك؛ لأن الله ـ تبارك وتعالى ـ قال: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (٤) فإنما منافع تلك الشعائر انقضاؤها إلى ذلك الأجل المسمى فإذا مضى الأجل فليس هناك معتمل، وانقضاء الأيام قول الله عز وجل: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} (٥).

والذي قاله مالك - رضي الله عنه - قول واضح يشهد له القرآن ومعانيه، فالمنفعة بعرفة: إلى أن يطلع الفجر من يوم النحر، والمنفعة في رمي الجمار: إلى انقضاء أيام منى، والمنفعة للمشعر الحرام: إلى أن تطلع الشمس، فكل هذه من الشعائر، وفي كل صنف منها المنفعة إلى وقت معلوم، ثم محلها كلها إلى البيت العتيق، فإذا أطاف الحاج بعد هذه المشاعر فقد حل بالبيت العتيق.


(١) كذا في الأصل، والسياق يقتضي زيادة: قال.
(٢) سورة الحج (٣٢، ٣٣).
(٣) سورة البقرة (١٩٨).
(٤) سورة الحج (٣٢ ـ ٣٣).
(٥) سورة البقرة (٢٠٣).

<<  <   >  >>