للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: {مُسْتَكْبِرِينَ} بالبلد {تَهْجُرُونَ} بالقول السيئ بالقرآن (١).

فأما السمر فقد اخُتلف فيه، فروى أبو برزة (٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها) (٣)، وروى خَيْثَمَة (٤) عن عبد الله (٥) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا سمر (٦) إلا لأحد رجلين: مصل أو مسافر) (٧)، وروى جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم والسمر بعد هَدْأة الرِجْلِ، أغلقوا الأبواب وأوكوا السقاء وخمروا الإناء وأطفئوا المصباح) (٨).


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٩/ ٣٨٦) بنحوه.
(٢) هو: نضلة بن عبيد، أبو برزة الأسلمي، صحابي مشهور بكنيته، أسلم قبل فتح خيبر وشهدها، وكان مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، مات بخرسان سنة ٦٥ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٧) والإصابة (٦/ ٣٤١).
(٣) أخرجه البخاري [١١٧ كتاب مواقيت الصلاة، باب ما يكره من النوم قبل العشاء] به.
والحديث ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٤) هو: خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة، أبو نصر الكوفي، قال العجلي: كوفي تابعي ثقة وكان رجلا صالحا، قال أحمد: لم يسمع من ابن مسعود، توفي سنة ٨٠ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٥٤) وتهذيب التهذيب (٢/ ١١٠).
(٥) هو ابن مسعود - رضي الله عنه -، تقدم.
(٦) لوحة رقم [٢/ ١٩٦].
(٧) أخرجه أبو يعلى (٩/ ٢٥٧) به، وقال عن خيثمة عن رجل من قومه عن عبد الله.
وأخرجه أحمد (١/ ٣٧٩) و (١/ ٤١٢) بنحوه، فمرة قال: عن خيثمة عن رجل من قومه عن عبد الله، ومرة أسقط الرجل.
والطبراني في الكبير (١٠٥١٩) عن خيثمة عن زياد بن حُدير، بنحوه.
والبيهقي [١/ ٤٥٢ جماع أبواب الأذان، باب كراهة النوم قبل العشاء] بنحو، وقال: عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود.
قال في مجمع الزوائد (٢/ ٦٢) بعد ذكر حديث بن مسعود: " رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، فأما أحمد وأبو يعلى فقالا: عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود، وقال: الطبراني عن خيثمة عن زياد بن حدير، ورجال الجميع ثقات ... ".
والحديث ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.
(٨) أخرجه في التمهيد (١٢/ ١٧٨) بنحوه،
وقد أخرجه مسلم [٣/ ١٢٦٨ كتاب الأشربة] بنحوه، دون قوله: إياكم والسمر بعد هدأة الرجل.
قوله: هدأة الرجل: قال في غريب الحديث (٥/ ٢١٦): " الهَدَأة والهُدُوء: السكون عن الحركات، أي بعد ما يسكن الناس عن المشي والاختلاف في الطرق". ...
وقوله: وأوكوا، قال في النهاية في غريب الحديث (٥/ ١٩٣): الوكاء: الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما ... والوكاء يمنع ما في القربة أن يخرج ".
وقوله: خمروا: قال في النهاية في غريب الحديث (٢/ ٧٣): " التخمير: التغطية ".
والحديث ـ أيضا ـ مخرج في القطعة المتبقية من كتاب القاضي إسماعيل صاحب الأصل.

<<  <   >  >>