للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال جماعة من المفسرين من مجاهد وعطاء وغيرهم نحو ذلك، ولم يذكروا غلط الكاتب (١).

وقال بعضهم: {تَسْتَأْنِسُوا} هو: أن يعلم الداخل أن المدخول عليه لا يكره دخوله (٢).

وهذا أصح في المعنى، أن يكون الاستئناس أليقه بالمقصود، ومع ذلك فلا بد من الاستئذان، ألا ترى أن ابن عباس روى أنه قال لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: من اللتان تظاهرتا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: عائشة وحفصة (٣)، ثم قص عمر القصة، فذكر أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مشْربة، وغلام أسود واقف، فقال له عمر: استأذن لعمر! فدخل ثم خرج فقال: قد ذكرتك له فصمت، فعل ذلك ثلاثا، فلما ولى عمر اتبعه الغلام فقال: قد أذن لك، وذكر القصة بطولها (٤)، ومع ذلك فإن أبا موسى


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٩/ ٢٩٧) عنهما.
وأخرجه البيهقي في الشعب (٦/ ٤٣٨) عن مجاهد.
(٢) لم أجده.
(٣) هي: حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية القرشية، أم المؤمنين، تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة بثلاث سنين، وكانت صوامة قوامة، توفيت سنة ٤٥ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٢٨٤) والإصابة (٨/ ٨٥).
(٤) أخرجه البخاري [١٠٥٨ كتاب التفسير، سورة الممتحنة] ومسلم [٢/ ٨٩٨ كتاب الطلاق]، وسيذكر المؤلف ألفاظ هذا الحديث في أول سورة التحريم.

<<  <   >  >>