للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأول ليس بمعاقِب إنما المعاقِب المجازي، ولكنه سمي باسم المقتص للمجاورة، والله أعلم.

قال الله عز وجل: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} (١).

كل من فعل فعلا ليس له أن يفعله فهو ظالم، ولمن فُعِل به أن يقتص وهو انتصاره ولا سبيل عليه {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ} (٢) فأما المظلوم فله السبيل إلى أخذ حقه وما وجب له في بَشَرِه أو مال، والله أعلم.

قال الله عز وعلا: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (٣).

روى سعيد بن زيد (٤) عن عثمان الشحام (٥) قال: حدثني محمد بن

واسع (٦) قال: قدمت من مكة فإذا على الحِلَقِ مَنْظَرَة (٧) فأخذوني، فانطلقوا بي إلى مروان (٨) وهو أمير على البصرة فرحب بي وقال: ما حاجتك يا أبا عبد الله؟ أن تكون


(١) سورة الشورى (٤١).
(٢) سورة الشورى (٤٢).
(٣) سورة الشورى (٤٢).
(٤) هو: سعيد بن زيد بن درهم الأزدي الجَهْضَمي، أبو الحسن البصري، قال ابن حبان: كان صدوقا حافظا ممن كان يخطئ، توفي سنة ١٦٧ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٤٥) وتهذيب التهذيب (٢/ ٣٠٨).
(٥) هو: عثمان بن عبد الله وقيل: ابن ميمون الشحام العدوي، أبو سلمة البصري، قال ابن حجر: لا بأس به من السادسة. ينظر: الكاشف (٢/ ٢٢٦) وتقريب التهذيب ص ٦٧٠.
(٦) هو: محمد بن واسع بن جابر الأزدي، أبو بكر البصري، قال العجلي: عابد ثقة، توفي سنة ١٢٣ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٢٤) وتهذيب التهذيب (٥/ ٢٩٧).
(٧) قوله: منظرة، أي رقباء. ينظر: اللسان مادة: نظر.
(٨) هو: مروان بن المهلب بن أبي صفرة بن ثعلبة بن مازن الأزدي، كان بنو المهلب أهل إمارة وشرف، حتى غضب عليهم عبد الملك بن مروان، فهم بقتلهم حتى شفع لهم سليمان بن عبد الملك. ينظر: تاريخ دمشق (٥٧/ ٣٦٠)

<<  <   >  >>