للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- صلى الله عليه وسلم - حتى جاءه المؤذن يدعو إلى صلاة العصر ونزلت الآية (١)، وقد كان قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنهم قد ارتدوا وجمعوا لك ليحاربوك (٢)، وكذب في ذلك كله.

وقد كان قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يوما: ألستُ أبسط منك لسانا وأثبت منك جنانا، فأنزل الله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} (٣)

قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} الآية (٤).

روى إسماعيل بن أبي أويس (٥) قال: نا مالك، عن ابن محمد بن عمرو بن حزم (٦)، أن أباه أخبره عن عمرة بنت عبد الرحمن (٧)، عن عائشة أنها قالت: ما رأيت مثل ما رغبت هذه الأمة عن هذه الآية: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٨).

قال سعيد بن جبير في هذه الآية: كان رجال من الأنصار يقتتلون بالنعال والعصي، فأمرهم الله أن يصطلحوا بينهم (٩).

وقال زيد بن أسلم: إذا اقتتل الرجلان أو الطائفتان أو القبيلتان فقد أمر الله تبارك وتعالى الإمام بما في الآية من الإصلاح أو قتال الباغية (١٠).

وقال الحسن نحو قول ابن جبير (١١).

وقال أنس نزلت الآية بشيء ذكره كان من أذى عبد الله بن أبي بن سلول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١٢) فرد عليه بعض الأنصار، فتعصب قوم عبد الله له واقتتلت الطائفتان (١٣).

وهذه الآية في أي شيء نزلت توجب إن بغت طائفة على إمامها ـ وكانت ظالمة فيما حاولته منه ـ أن يعان عليها، وإن اقتتل قبيلان من العرب، أو طائفتان من


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٨٣) والبيهقي [٩/ ٥٤ كتاب الجهاد، باب قسمة الغنيمة .. ] من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - به.
وأخرجه أحمد (٤/ ٢) وابن أبي حاتم (١٠/ ٢٣٠٣) والطبراني في الكبير (٣/ ٢٧٤) عن الحارث بن أبي ضرار - رضي الله عنه -، بسياق طويل.
قال في الدر المنثور (٧/ ٥٥٥) إسناده جيد، وقال محققوا المسند: حسن بشواهده.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٨٥) عن مجاهد وقتادة، بنحوه مرسلا.
(٣) سورة السجدة (١٨).
والأثر أخرجه في فضائل الصحابة (٢/ ٦١٠) عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس به، وضعفه ابن عدي في الكامل (٦/ ١١٨).
وأخرجه الطبري في تفسيره (١٠/ ٢٤٥) عن عطاء موقوفا عليه.
(٤) سورة الحجرات (٩).
(٥) هو: إسماعيل بن عبد الله بن مالك الأصبحي، أبو عبد الله، من شيوخ القاضي إسماعيل بن إسحاق، قال أبو حاتم: محله الصدق، توفي سنة ٢٢٦ هـ. ينظر: الكاشف (١/ ٧٥) وتهذيب التهذيب (١/ ٢٥٥).
(٦) هو: محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، أبو عبد الملك المدني القاضي، قال أبو حاتم: صالح ثقة، توفي سنة ١٣٢ هـ. ينظر: الكاشف (٣/ ٢٣) وتهذيب التهذيب (٥/ ٤٩).
(٧) هي: عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد الأنصارية، كانت في حجر عائشة رضي الله عنها، قال العجلي: مدنية تابعية ثقة، توفيت سنة ٩٨ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٤٧١) وتهذيب التهذيب (٦/ ٥٥٢).
(٨) أخرجه الحاكم [٢/ ١٦٨ كتاب قتال أهل البغي] وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي [٧/ ١٧٢ كتاب قتال أهل البغي، باب قتال أهل البغي] عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن محمد بن أبي بكر بن محمد، به.
(٩) أورده ابن العربي في أحكام القرآن (٤/ ١٤٨) والسيوطي في الدر المنثور (٧/ ٥٦٠) وعزاه إلى ابن أبي حاتم وعبد بن حميد.
(١٠) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٨٧) بنحوه.
(١١) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٣٨٨).
(١٢) لوحة رقم [٢/ ٢٥٢].
(١٣) أخرجه البخاري [٥٣٨ كتاب الصلح، باب ما جاء في الإصلاح .. ] ومسلم [٣/ ١١٣٦ كتاب الجهاد] والمؤلف اختصر السياق.
وقد أخرجه البيهقي [٨/ ١٧٢ كتاب قتال أهل البغي، باب قتال أهل البغي] من طريق القاضي إسماعيل، قال: ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه أنه بلغه عن أنس بن مالك، به.

<<  <   >  >>