للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس، أصلح الإمام ومن يقوم مقامه بينهم، فإن أبت إحداهما إلا البغي أعان الإمام المبغيَ عليها، والله أعلم (١).

قال الله تبارك وتعالى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} (٢).

هذه الآية توجب ألا يستهزئ أحد بمن دونه في المنزلة في الدنيا، ولا يحقره وليتواضع لله عز وجل، فإنه يعرف ذنوبه ولا يعرف من غيره ما يعرف من نفسه، ولعل ذلك عند الله خير منه.

قيل للحسن البصري: ما التواضع؟ قال: لا ترى أحدا من المسلمين لا بدعة فيه إلا رأيت أنه خير منك، لما تعرف من ذنوبك (٣).

قال الله عز وجل: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} (٤).

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لا يطعن بعضكم على بعض (٥)، وقاله مجاهد أيضا وقتادة (٦).


(١) اختار المؤلف بقاء الآية على عمومها، وهو ما رجحه ابن العربي في أحكام القرآن (٤/ ١٤٩) قال في ذلك: " والآية تقتضي جميع ما روي لعمومها، وما لم يرو، فلا يصح تخصيصها ببعض الأحوال دون بعض ".
(٢) سورة الحجرات (١١).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع ص ١٥٣ بنحوه.
(٤) سورة الحجرات (١١).
(٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص ١٢١ والطبري في تفسيره (١١/ ٣٩١) والحاكم [٢/ ٥٠٣ كتاب التفسير، سورة الحجرات] وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٦) أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (١١/ ٣٩١).

<<  <   >  >>