للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن سورة ق

قال الله عز وعلا: {أَوَّابٍ حَفِيظٍ} (١).

قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: هو الرجل يذكر الذنب فيستغفر الله (٢).

وقال عُبيد بن عُمير: هو الرجل لا يجلس مجلسا فيقوم منه حتى يستغفر الله، ويذكر ذنبه في الخلاء فيستغفر الله (٣).

وقال سعيد بن جبير: الأواب؛ المُسبح (٤).

والآية تقتضي بقوله: {أَوَّابٍ} يؤوب إلى الله عز وجل، يرجع عن الخطايا والذنوب ويستغفر الله منها ويدوم على الندم، ويحفظها بقلبه كي لا يزول الاستغفار من لسانه، والخوف على نفسه، فيكون خائفا راجيا، والله أعلم بما أراد.

قال الله تبارك وتعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ

وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (٥).

قال جرير بن عبد الله (٦): (كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ نظر إلى القمر ليلة (٧) البدر فقال: أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تُضَامون في رؤيته (٨)، فإن استطعتم


(١) سورة ق (٣٢).
(٢) أورده القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٧/ ٢٢).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة [٧/ ١٦٣ كتاب الزهد، كلام عبيد بن عمير] مفرقا.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره (٦/ ٤٩٧) لكن قال الأواه بدل الأواب، وأخرجه ـ أيضا ـ (١١/ ٤٢٨) من روايته عن ابن عباس.
(٥) سورة ق (٣٩). في الأصل فسبح بالفاء، هو خطأ.
(٦) هو: جرير بن عبد الله بن جابر البَجَلي، أبو عمرو الكوفي، أسلم قبل السنة العاشرة، وشهد حجة الوداع، وبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذي الخلصة فهدمها. ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٣٧٥) والإصابة (١/ ٥٨١).
(٧) لوحة رقم [٢/ ٢٥٥].
(٨) قوله: لا تضامون في رؤيته أي: قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤١): " بضم أوله مخففا لا يحصل لكم ضيم حينئذ، وروي بفتح أوله والتشديد من الضم والمراد نفى الازدحام".

<<  <   >  >>