للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: {الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} بالإيمان على أنفسهم لله جل وعز (١).

قال بكر: القرآن يدل على أن الصديقين والشهداء نعت للذين آمنوا بالله ورسله لقوله سبحانه {لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} والصديقون هم الذين يتلون الأنبياء، والشهداء يتلونه، ثم يتلوهم الصالحون، قال الله عز وجل: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} (٢) وقد يجوز أن تكون هذه الآية التي في الحديد، في جملة من صدق الرسل، ويجوز أن يكون عنى بالشهداء من شهد بالتوحيد، ويكون الصديقون الذين يتلون الأنبياء، يتجاوزون هؤلاء الذين تسموا بالتوحيد والإيمان والشهداء لربهم بوحدانيته بأعمالهم وأحوالهم، فيكون صديق فوق صديق في الدرجات، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ? إن أهل الدرجات العلا ليراهم من دونهم كما يرى أحدكم الكوكب الدري في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما? (٣).

قال الله تبارك وتعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} (٤)


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (١١/ ٦٨٤) به.
(٢) سورة النساء (٦٩).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ٢٦) وابن ماجه [١/ ٢٠ المقدمة، فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] وأبو داود [٣/ ٤٢٤ أول كتاب الحروف والقراءات] والترمذي [٥/ ٣٧٢ كتاب المناقب، باب مناقب أبي بكر] وحسنه، عن أبي سعيد الخدري به.
(٤) سورة الحديد (٢٧).

<<  <   >  >>