للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاحكم بما أراك الله، فقال: حرر رقبة? قال: سليمان عن سلمة: وكنت امرأً أصيب من النساء مالا يصيب غيري، فلما دخل رمضان خِفْتُ الفتنة فظاهرت (١).

وقال الحسن في قوله: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} (٢) قال: الغشيان (٣)، وقاله الزهري، ومالك، وقتادة، وأبو العالية (٤)، فكان الذي حرم الله تبارك وتعالى بالظهار الوطء.

فقوله: {ثُمَّ يَعُودُونَ} يعود لما حرم، كما قيل: العائد في هبته وهو الراجع إليها يتملكها، تقول العرب: رجعت في قولي ورجعت عنه، وحروف الإضافة قد تُبدل بعضها من بعض (٥)، كقوله: نزلت به، ونزلت عليه، قال الله عز وجل: {فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} (٦) وقال عز وجل: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} (٧) فقال


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٣٧) وابن ماجه [١/ ٣٨١ أبواب الطلاق، باب الظهار] أبو داود [٢/ ٢٤٠ كتاب الطلاق، باب في الظهار] والترمذي [٥/ ١٩٤ كتاب التفسير، سورة المجادلة] وحسنه، وابن خزيمة [٤/ ٧٣ جماع أبواب قسم الصدقات، باب الرخصة في إعطاء الإمام المظاهر] والحاكم [٢/ ٢٢١ كتاب الطلاق] وقال: على شرط مسلم، بنحوه.
(٢) سورة المجادلة (٣).
(٣) أورده ابن كثير في تفسيره (٤/ ٥٠١).
(٤) أما قول الزهري فقد أورده في المحلى (١٠/ ٥١).
وأما قول مالك فهو في الموطأ (٢/ ٤٤٠).
وأما قول قتادة وأبي العالية فقد أخرجه الطبري في تفسيره (١٢/ ٩).
(٥) تناوب الحروف بعضها عن بعض، مسألة اختلف فيها نحاة البصرة والكوفة، فذهب نحاة البصرة إلى أن الحروف لا تتناوب، بل لكل حرف منها دلالته، ولذا فقد قالوا بالتضمين، وهو تضمين العامل معنى عامل آخر يناسب السياق. ينظر: الخصائص لابن جني (٢/ ٣٠٦) ومغني اللبيب (الباب السادس ١٥٠) والبرهان في علوم القرآن (٣/ ٤٠١).
(٦) سورة المؤمنون (٢٧).
(٧) سورة المؤمنون (٢٢).

<<  <   >  >>