للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورأى عبد الرحمن بن يزيد (١) رجلا (٢) محرما عليه ثيابه فنهاه، فقال: ائتني بآية من كتاب الله تنزع ثيابي؟ فقال: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٣).

وقال الحسن: كان يقسم بينهم الفيء وينهاهم عن الغلول (٤).

قال الله تبارك وتعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ}

إلى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (٥).

قال مجاهد عن ابن عمر قال: دفع إلي عمر كتابا وقال: إذا اجتمعت الأمة على رجل، فاقروا عليه مني السلام وادفع إليه كتابي هذا، فلما اجتمعوا على عثمان أتاه فدفع الكتاب إليه، وأقرأه منه السلام وذكر أن وصية عمر هذه، قال: أوص الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بالمهاجرين خيرا {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} أن يَعْرِف لهم حقهم، وأن يَعْرِف لهم كرامتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا {الَّذِي تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وأن يعفو عن


(١) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي، أبو بكر الكوفي، قال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث، توفي بالجماجم سنة ٨٣ هـ ينظر: طبقات ابن سعد (٦/ ٤٢٣) وتهذيب التهذيب (٣/ ٣١٥).
(٢) لوحة رقم [٢/ ٢٧٢].
(٣) أورده في الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ٢٠).
(٤) أخرجه عبد الرزاق [٦/ ٥٢٦ كتاب السير، ما ذكر في الغلول] به.
(٥) سورة الحشر (٨ ـ ٩).

<<  <   >  >>