للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في قوله عز وعلا: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} (١) ومن منع ذلك ولم يفعله كان بخيلا ودخل في قوله: {مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} (٢)

قال الله عز وعلا: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} إلى آخر الآية (٣).

قال علي بن الحسين رحمه الله (٤): أتاني نفر من أهل العراق، فنالوا من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم ابْتَرَكوا (٥) في عثمان فلم يتركوا، فلما فرغوا قال لهم علي بن الحسين: ألا تخبروني، أنتم من المهاجرين الأولين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله؟ قالوا: لا. قال: فأنتم من الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم ـ إلى آخر الآية ـ؟ قالوا: لا. قال: أَمَّا أنتم فقد تبرأتم أن تكونوا من إحدى هاتين، وأنا أشهدكم أنكم لستم من الذين قال الله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} إلى آخر الآية، اخرجوا فعل الله بكم (٦).


(١) سورة المؤمنون (٦١).
(٢) سورة محمد (٣٨).
(٣) سورة الحشر (١٠).
(٤) هو: ابن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -، تقدم.
(٥) قال الخليل: ابترك الرجل في آخر يتنقصه ويشتمه. ينظر: معجم المقاييس في اللغة، مادة: برك.
(٦) أخرجه في تهذيب الكمال (٢٠/ ٣٩٤) وأورده ابن الجوزي في المنتظم (٦/ ٣٢٧).

<<  <   >  >>