للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أعلمه الله أنه يظهره على الدين كله؛ لأن حجته باقية إلى يوم القيامة قال الله عز وجل: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (١) وقد بلغ الخلق جميعا، ومن كان معه القرآن فهو مُظْهر منصور حتى يلقى الله به، فينصره يوم القيامة به، وهو قوله: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} (٢).

قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} (٣)

قال مجاهد: من يتبعني إلى الله (٤).

وقال سفيان بن حسين (٥): من مع نصر الله إياي، كقوله: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} (٦) و {قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} (٧) أي: مع قوتكم.

وقال قتادة: قد كان ذلك بحمد الله، جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة، فآووه ونصروه، حتى أظهره الله، قال: ولم يسم حي من السماء اسما لم يكن لهم قبل

ذلك غيرهم (٨).


(١) سورة الأنعام (١٩).
(٢) سورة غافر (٥١).
(٣) سورة الصف (١٤).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٢/ ٦٥٩) به.
(٥) هو: سفيان بن حسين بن الحسن، أبو محمد الواسطي، قال ابن سعد: ثقة يخطئ في حديثه كثيرا، مات بالري في خلافة هارون الرشيد. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ١٥٤) وتهذيب التهذيب (٢/ ٣٥٣).
* لوحة رقم [٢/ ٢٧٩].
(٦) سورة النساء (٢).
(٧) سورة هود (٥٢).
(٨) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٢٩٠) والطبري في تفسيره (١٢/ ٨٦) به.

<<  <   >  >>