للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقل للحواريات يبكين غيرنا ... ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح

والحور: الشديدة بياض بياض العين، وإذا اشتد البياض قوي سواد سواد العين، وإذا كان الأصل البياض والنقاء، كان من نصر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ينقى القلب له هذا الاسم.

قال الله تبارك وتعالى: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} (١).

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: لما أراد الله أن يرفع عيسى - عليه السلام - قال: خرج على أصحابه وهم اثنا عشر فقال: أما إن منكم من سيكفر بي ثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم يُلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، ويكون معي في درجتي؟ قال: فقام شاب منهم، فقال: أنا. فقال له: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام الشاب فقال: أنا. فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال: أنا. فقال: أنت ذاك. قال: فألقي عليه شبه عيسى، قال: ورفع عيسى من روزنة (٢) في البيت إلى السماء. قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه فقتلوه ثم صلبوه، قال: وكفر به بعضهم ثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، قال: فافترقوا ثلاث فرق: فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، وهم اليعقوبية (٣). قال: وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه،


(١) سورة الصف (١٤).
(٢) الروزنة: خرق نافذ يكون في أعلى سقف البيت، وهو معرب. ينظر: اللسان مادة: رزن.
(٣) اليعقوبية: ينسبون إلى يعقوب البرذعاني وكان راهبا بالقسطنطينية، وهم القائلون: بأن المسيح هو الله، وأن الله هو المسيح، وقد انتشرت هذه الفرقة في مصر وبلاد النوبة. ينظر: الفصل في الملل (١/ ٤٨).

<<  <   >  >>