للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المواضع يستطرد بشكل كبير في ذكر رواياتها ويتتبع طرقها وألفاظها، على نحو يكشف عن رسوخه في هذا العلم، وحسن مشاركته فيه، ولولا خشية الإطالة لنقلت بعضا من تلك النصوص، غير أني أكتفي بالإحالة عليها.

وأما حكمه على الأحاديث فقد تكلم عن عدد من الأحاديث، ولا سيما حينما يكون الحديث مَعْقِدَ الخلاف مع المذاهب الأخرى، حيث يحمله ذلك، على الكلام على الإسناد ورجاله، وبيان ما فيهم من ضعف أو قوة (١)، بل وربما جاوزه إلى الكلام عن المتن نفسه.

وقد لا حظت أنه يورد بعض الروايات بصيغة التمريض، وقد تبين بالنظر إلى أسانيدها أنها ضعيفة، ولم يكن هذا على نحو مُطَّرِد.

٢. بيان معنى الآية وتوضيح المراد بها.

إذا كان في الآية التي يتكلم عنها حديث يفسر معناها ويبين المراد منها، فإنه في غالب الحال يبدأ به، ويقدمه على ما سواه، وهذا وقع في مواضع كثيرة، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (٢) قال: " رُوي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهو الرجل يشرب الخمر ويسرق؟ وقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل الذي يصلي ويصوم ويتصدق، ويخاف ألا يقبل منه) " (٣).


(١) ينظر من هذه الرسالة: سورة الأنفال الآية رقم (١) والحج الآية رقم (٣٣) والجن رقم (٩) والماعون الآية رقم (٤).
(٢) سورة المؤمنون (٦٠).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: سورة المؤمنون الآية (٦٠).
ينظر كذلك: سورة المؤمنون الآية رقم (١) والفرقان الآية رقم (٨٦) والأحزاب الآية رقم (٢٨) و (٥٦) وسبأ الآية رقم (١٣) والأحقاف الآية رقم (٤) والحجرات الآية رقم (١٤).

<<  <   >  >>