للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا فقد ذكر كثيرا من الأحاديث في ثنايا كلامه عن الآية استدلالا به أو كلاما عليه.

وربما ـ على نحو نادر ـ اكتفى بالحديث فلم يذكر غيره (١).

٣. الاستدلال بالحديث على معنى قرره في الآية.

وربما قرر معنى ظهر له في الآية الكريمة، ثم استدل على صحته بحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما وقع عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} (٢) قال: " وأما قوله سبحانه: {مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} فإنه يعني من آدم وحواء عليهما السلام، ثم كل أحد من نسلِهما أيضا، فمن ذكر وأنثى، خلا عيسى بن مريم - عليه السلام - فإن الله عز وجل خلقه من أنثى بغير ذكر، فهذا معنى الشعوب والقبائل، وقد يدخل في ذلك من لم يكن من العرب بذكر الشعوب وأنهم كلهم يتشعبون من آدم - عليه السلام -، وقد روي عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ? أنه خطب يوم الفتح فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد: أيها الناس فإن الله تبارك وتعالى قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وتعاظمها، يا أيها الناس إنما الناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله، وآخر شقي هين على الله، إن الله عز من قائل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم? " (٣).

٤. دفع التعارض بين الأحاديث.

تكلم المؤلف عن بعض الأحاديث التي استدل بها بعض المخالفين، وقد رأى المؤلف أنها تعارض بعض أحاديث أخرى مشهورة وصحيحة، ولذا فقد حكم بنسخ ما ظهر له أنه متقدم كما في خبر عبادة بن الصامت، قال: " فلما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:


(١) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحشر الآية (١٦).
(٢) سورة الحجرات (١٣).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحجرات الآية رقم (١٣).

<<  <   >  >>