للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦. الاحتجاج بآثارهم على المخالف.

يورد المؤلف بعض الآثار عن السلف يَحتجُ بها على المخالف في مسألة شرعية، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره عند قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} (١) حيث احتج على الأحناف في مسألة ضمان المواشي لما أفسدته بالليل، بقوله: " قال شريح، ومسروق، والشعبي، ومجاهد، بمثل ما قال مالك؛ من إلزام أرباب المواشي ما أفسدت بالليل، ولا أعلم أحدا ممن تكلم في هذه الآية قال ما قاله أبو حنيفة وتشبيهه بالعجماء، والعجماء الدابة" (٢).

هذه أهم المجالات التي أخذ أبو الفضل فيها عن السلف رحمهم الله، وهناك من المجالات ما لم يذكر، مما يمكن أن يندرج في بعض ما ذكر.

" موقفه من آثار التابعين.

مع هذا التعظيم لآثار السلف والعناية بها، وتعدد مجالات الأخذ عنهم، فلم يكن أبو الفضل القشيري مجرد ناقل لما سمعه، وراو لما بلغه، بل كان يسلك فيما يأخذ عنهم، ويروي لهم، مسالك العلماء الراسخين، العالمين بظاهر الرواية، العارفين بباطن التلاوة، لقد كان ـ رحمه الله ـ دقيقا في استدلاله بأقوالهم، دقيقا في ملاحظاته فيها واستدراكاته عليها، لقد كان أبو الفضل ينقل ويروي عن السلف نقلا ورواية واعية مدركة، يظهر ذلك في عدد من الجوانب، منها:


(١) سورة الأنبياء (٧٨ ـ ٧٩).
(٢) ينظر من هذه الرسالة: سورة الأنبياء الآية رقم (٧٨)، ينظر: كذلك سورة الأنفال الآية رقم (١).

<<  <   >  >>