للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥. الأصمعي.

والأديب البارع عبد الملك بن قُريب الأصمعي، استفاد منه المؤلف ونقل عنه، دل على ذلك ما أورده عند قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (١)، قال: " وقال الأصمعي: الحسن في العينين والجمال في الأنف والملاحة في الفم " (٢).

٢. مجالات الاحتجاج بلغة العرب.

لقد أنزل الله تعالى كتابه الكريم بلسان عربي مبين، جرى على لغة العرب ومناحي كلامهم، ولذا لم يزل أهل العلم يحتكمون إلى لغة العرب عند نظرهم في معاني ألفاظ القرآن الكريم، واحتجاجهم بها عند اختلافهم، بل حتى الصحابة ـ وهم أهل اللسان ـ رويت عنهم وقائع كثيرة من احتجاجهم بلغة العرب، عند بيان معاني القرآن الكريم، وقد أورد المؤلف مثالا على هذا الاحتجاج والاحتكام عند قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٣) يتعلق ببيان معنى الحرج قال: " وروى سعيد بن جبير أن عبيد بن عمير سأل ابن عباس عن الحرج فقال له: ألستم العرب! ثم قال: ادعو لي برجل من هذيل، فسأله عن الحرج، قال: مالا مخرج له، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: إنما ذلك سعة الإسلام، ما جعل الله تبارك وتعالى من التوبة والكفارات، وقال في رواية أخرى: الحرج الشيء الضيق" (٤).

ويمكن حصر أبرز المجالات التي اعتمد المؤلف فيها على لغة العرب واحتج بها، في أربعة مجالات:

١. بيان الغريب من الألفاظ.

وهذا من أهم المجالات، وأكثره ورودا في كتابه، فقد اعتمد المؤلف على لغة العرب في بيان غريب القرآن الكريم، سواء أكان ذلك البيان من منثور كلامهم، أو منظومه، ومن أحسن الأمثلة وأصدقها، ما ذكره المؤلف عند قوله تعالى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} (٥) حيث قال: " قال ابن عباس - رضي الله عنه -: هم المشاة والركبان يأتون من كل فج عميق. قال الزيادي: المعمق الذاهب على وجه الأرض. قال المازني: يقال عميق ومعمق. وقال رؤبة:

وقَاتِم الأعْمَاقِ خَاوي المُخْتَرَقْ.

فالأعماق جمع عمق، والمعمق هاهنا الذاهب على وجه الأرض المخترق حيث صار خرقا، والخرق الفلاة تنخرق في الفلاة. وقال قتادة: من مكان بعيد، وقوله يشبه قول أبي إسحاق الزيادي أنه الموضع البعيد على وجه الأرض، وقال الشاعر:

يقطعن بُعْدَ النازح العميق " (٦).

٢. توضيح الأسلوب البلاغي في القرآن الكريم.


(١) سورة النور (٣١).
(٢) ينظر من هذه الرسالة: سورة النور الآية (٣١) ينظر كذلك المواضع الآتية: ٣٢٨، ٦٧٧.
(٣) سورة الحج (٧٨).
(٤) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحج الآية رقم (٧٨).
(٥) سورة الحج (٢٧).
(٦) ينظر من هذا الرسالة: سورة الحج الآية رقم (٢٧).
ينظر كذلك: سورة الصافات الآية رقم (٤٥) والطور الآية رقم (٢١) والنجم الآية رقم (٣٢) الممتحنة الآية رقم (٨).

<<  <   >  >>