للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمجتهدون منهم؛ لأنه قيل في إثر الكلام: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} " (١).

* الأخذ بالعموم: وقد اعتمد المؤلف على الأخذ بعموم الآية في عدد من المواضع، حيث يجعل اعتبار العموم سببا للاختيار، كما في قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (٢) حيث ذكر عددا من الأقوال ثم أعقبها باختياره الذي عم تلك الأقوال جميعا، قال: " والآية عندي تحتمل أحد شيئين: أن يأتي العبد سليما من جميع أصناف الكفر، ويحتمل مع التوحيد سلامة المسلمين عليه" (٣).

* مشهور اللغة وموافقة رسم المصحف: ففي معنى قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} (٤) ومسألة صفة نحر البُدْن معقولة أو غير معقولة، اختار المؤلف أن تنحر قائمة معقولة اليد، واعتمد في ترجيحه هذا على مشهور اللغة، وموافقة رسم المصحف، قال: " من قرأ: {صواف} أراد مصطفة، ومن قرأ: {صوافن} أراد معقولة، إلا أن القراءة على لفظ مصحفنا أعم وأصوب، إذ المعروف في اللغة أن الصوافن والصافنات نعت للخيل، فإن أُدْخِلت الإبل في ذلك فعلى التشبيه، ولا ضرورة بالناس إليه، إذ لم يكن الخط في المصحف على صوافن، وليس يجوز أن يخالف لفظ المصحف المجتمع عليه برواية، والله أعلم" (٥).

بقي أن يقال: أن هذه الاختيارت والترجيحات تدل حقيقة على ملكة ذهنية، ونَفَسِ فقهي عالٍ، وقدرة على النظر في النصوص، وفهم موارد الأحكام ومآخذ التشريع، ومنازع العلماء.


(١) ينظر من هذه الرسالة: سورة الكهف الآية رقم (١٠٥).
(٢) سورة الشعراء (٨٩).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: سورة الشعراء الآية رقم (٨٩)، ينظر كذلك: الإسراء الآية رقم (١١٠).
(٤) سورة الحج (٣٦).
(٥) ينظر من هذه الرسالة: سورة الحج الآية رقم (٣٦).

<<  <   >  >>