للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقتضي أنها لجميع المسلمين عامة الذين يعظمون الله تعالى، وذلك حكمها بإجماع الأمة، على أن البقعة إذا عينت للصلاة خرجت عن جملة الأملاك المختصة بربها، فصارت عامة لجميع المسلمين بمنفعتها ومسجديتها" (١).

الفقرة الرابعة: العناية باللغة.

لم يزل أهل العلم يعتمدون على لغة العرب ومجاري كلامهم، في بيان معاني القرآن الكريم، ولم يزل المفسرون يعتنون بنقل كلام أئمة اللغة ورؤسائها في تفاسيرهم، ولقد كان اهتمام الإمامين بارزا وعنايتهما به ملحوظة، حيث استشهدا بلغة العرب وشعرهم، ونقلا كلام أئمة العربية، ومن أشهر من نقلا عنه: عمرو بن العلاء، وسيبويه وأبو عبيدة معمر بن المثنى.

وأما مجالات العناية بلغة العرب والاحتجاج بها فعديدة، أبرزها في مجال بيان غريب القرآن الكريم، وهذا كثير عندهما، ومن شواهد ذلك عند القشيري ما أورده عند قوله تعالى: عند قوله تعالى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} (٢) حيث قال: " قال الزيادي: المعمق الذاهب على وجه الأرض، قال المازني: يقال عميق ومعمق، وقال رؤبة:

وقَاتِم الأعْمَاقِ خَاوي المُخْتَرَقْ.

فالأعماق جمع عمق، والمعمق هاهنا الذاهب على وجه الأرض المُخْتَرَقْ حيث صار خرقا، والخرق الفلاة تنخرق في الفلاة. وقال قتادة: من مكان بعيد، وقوله يشبه قول أبي إسحاق الزيادي أنه الموضع البعيد على وجه الأرض، وقال الشاعر:


(١) أحكام القرآن (١/ ٥١).
(٢) سورة الحج (٢٧).

<<  <   >  >>