للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قعود أو مشاة بعضها إلى جانب بعض على الاستواء ويكون معناها هاهنا صفت قوائمها في حال نحرها أو صفت أيديها قاله مجاهد وأما {صوافن} فالصافن هو: القائم وقيل: هو الذي يثني إحدى رجليه، وأما {صوافي} فهو جمع صافية، وهي التي أخلصت لله نية وجلالا وإشعارا وتقليدا" (١).

وفي الناسخ والمنسوخ لهما في ذلك عناية واهتمام، إلا أن الناظر في الكتابين، يلحظ أنهما وإن اشتراكا في المسائل التطبيقية المتعلقة بالنسخ، فقد تميز ابن العربي بعنايته بشكل أكبر بجانب التأصيل لهذا العلم والتقعيد له، على طريقة الأصوليين.

ومما يسجل ـ هنا ـ اختلافهما في حكم نسخ القرآن بالسنة، حيث ذهب القشيري إلى امتناع ذلك، سواء كانت السنة متواترة أو غير متواترة، وقد تقدم بسط قوله في الفصل السابق (٢)، وأما ابن العربي فقد صحح النسخ بالسنة المتواترة، قال رحمه الله: " ولا يجوز نسخ القرآن إلا بقرآن مثله أو بخبر متواتر " (٣).

وبعد فهذه أبرز المجالات التي يمكن عقد المقارنة فيها بين هذين الإمامين، وبيان أوجه المشابهة، أو ما تميز به أحدهما عن الآخر، وبقي الكلام عن مقارنة منهجيهما فيما يتعلق بالمسائل الفقهية، ولما كان هذا هو أساس الكتابين ومادته، فسيكون الكلام عنهما في المبحثين القادمين، بإذن الله تعالى.


(١) أحكام القرآن (٣/ ٢٩١).
(٢) ينظر من هذه الرسالة: ص ١٨٥.
(٣) أحكام القرآن (٢/ ٤٠٣).

<<  <   >  >>