للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في شأن عويمر العجلاني، وروايات أخرى تدل على أنها نزلت في شأن هلال بن أمية - رضي الله عنهم - (١).

وكذا الحال في القراءات القرآنية فقد اشتركا في إيرادها والاحتجاج بها، والاستدلال عليها، وتوجيهها، وسأذكر موضعا واحدا اشتركا في بيان القراءات فيه يتضح من خلاله ما ذكرته عن جوانب اهتمامها بالقراءات القرآنية ويساعد على عقد مقارنة بينهما، فعند قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} (٢) قال القشيري: " وقد قرئت {صواف} وقرئت {صوافن} فمن قرأها {صوافن} فمعناها: معقولة قائمة على ثلاث، ومن قرأها {صواف} قياما على أربعتها وروى مالك عن نافع عن ابن عمر أنه كان ينحر هديه بيده، يصفهن قياما ويوجههن للقبلة، ثم يأكل ويطعم، وقد روى سعيد بن جبير أن ابن عمر كان ينحر البدن وهي على ثلاث قوائم يعقل يدها، وقرأها سعيد: {فاذكروا اسم الله عليها صوافن} والصحيح عن ابن عمر ما رواه نافع، إلا أن القراءة على لفظ مصحفنا أعم وأصوب، إذ المعروف في اللغة أن الصوافن والصافنا نعت للخيل، فإن أُدْخِلت الإبل في ذلك فعلى التشبيه، ولا ضرورة بالناس إليه، إذ لم يكن الخط في المصحف على صوافن، وليس يجوز أن يخالف لفظ المصحف المجتمع عليه برواية، والله أعلم" (٣).

وأما ابن العربي فإنه قال: " فيها ثلاث قراءات: {صواف} بفاء مطلقة قراءة الجمهور، {صوافن} بنون قراءة ابن مسعود، {صوافي} بياء معجمة باثنتين من تحتها قراءة أبي بن كعب، فأما قوله {صواف} فمن صف يصف إذا كانت جملة من قيام أو


(١) ينظر من هذه الرسالة: ص ٤٣٥، وأحكام القرآن (٣/ ٣٥١).
(٢) سورة الحج (٣٦).
(٣) ينظر من هذه الرسالة: ص ٣٨٥.

<<  <   >  >>