للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قصد، كقوله: لا والله وبلى والله، قالته عائشة والشافعي. الثاني: ما يُحْلف فيه على الظن فيكون بخلافه، قاله مالك. الثالث: يمين الغضب. الرابع: يمين المعصية. الخامس: دعاء الإنسان على نفسه كقوله: إن لم أفعل كذا، فيلحق بي كذا، ونحوه. السادس: اليمين المكفر. السابع: يمين الناسي " (١).

٤. تميز ابن العربي بشخصية علمية تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية، ظهر ذلك في خروجه عن قول المذهب في مواضع مختلفة وبشكل صريح، وهذه المخالفة على مستويين، أولهما: اختيار خلاف المعتمد أو المشهور في المذهب، وثانيهما: اختيار قول مخالف تماما للمذهب، كما في عدة المرأة التي حاضت حيضة أو حيضتين ثم ارتفعت حيضتها، فقد ذهب المالكية إلى أنها تعتد سنة، وذهب الشافعية والأحناف إلى أنها تبقى إلى سن اليأس، قال: " وأما قول أبي حنيفة والشافعي: إنها تبقى إلى سن اليأس، فمعناه إذا كانت مرتابة بحمل، وكذلك قال أشهب: لا تحل أبدا حتى تيأس، وهو الصحيح" (٢).

٥. تميز القشيري بأنه كان أقل خروجا عن دلالة آيات القرآن الكريم، وأقل بحثا في المسائل الفقهية التي لا تعلق لآيات القرآن بها على نحو بَيِّنٍ، حيث حصر بشكل كبير نطاق البحث والمناقشة فيما تدل عليه آيات القرآن، أو تعلق بها، على أنه ربما خرج عن هذه الدائرة، وربما كان من أسباب ذلك أنه كتاب مختصر.

وأما ابن العربي فقد وَسَّعَ من دائرة المسائل الفقهية التي تكلم عنها في كتابه " فأفاض وأسهب في الموضوعات والمسائل الفقهية ـ على الرغم من كثرة الإحالة ـ لدرجة خرج معها من دائرة التفسير إلى الفقه" (٣).


(١) أحكام القرآن (١/ ٢٤١).
(٢) أحكام القرآن (٤/ ٢٨٥).
(٣) ابن العربي وتفسيره أحكام القرآن ص ٣٢١.

<<  <   >  >>