للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نشاهد المتهتك في المعاصي حافظا لماله، فإن غرض الحفظين مختلف، أما غرض الدين فخوف الله سبحانه، وأما غرض الدنيا فخوف فوات الحوائج والمقاصد، وحرمان اللذات التي تنال به، ويخالف هذا الفاسق فإن قبول الشهادة مرتبة، والفاسق محطوط المنزلة شرعا، وعول أبو حنيفة على أن من بلغ خمسا وعشرين سنة صلح أن يكون جدا، فيقبح أن يحجر عليه في ماله. قلنا: هذا ضعيف؛ لأنه إذا كان جدا ولم يكن ذا جد، فماذا ينفعه جد النسب وجد البخت فائت" (١).

وبعد: فهذه أبرز ملامح المقارنة بين هذين العلمين المالكيين، حاولت فيها إبراز أوجه الاتفاق بينهما، والمجالات التي اشتركا فيها، والوقف على ما تميز به أحدهما عن الآخر، وإنه إن يكن لأبي الفضل القشيري فضل السبق والتقدم، والعناية بالمأثور من التفسير، فلأبي بكر ابن العربي فضل التدقيق والتحرير، وحسن العرض والترتيب، رحمهما الله وأجزل لهما المثوبة والأجر.


(١) أحكام القرآن (١/ ٤٢٠).

<<  <   >  >>