للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (١) وإنما كانوا إذا أرادوا قتالاً في شهر حرام حرموا غيره وقاتلوا فيه (٢).

قرأ القاسم بن ربيعة (٣) على سعد بن أبي وقاص (٤) (ما ننسخ من آية أو ننساها) (٥)


(١) [سورة التوبة: الآية ٣٧]
(٢) انظر تفسير ابن جرير: ١٠/ ١٢٩.
(٣) القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قانف الثقفي، وربما نسب إلى جده، روى عن سعد بن أبي وقاص، وما روى عنه سوى يعلى بن عطاء العامري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر: مقبول.
[الثقات: ٥/ ٣٠٢، وميزان الاعتدال: ٣/ ٣٧٢، والتقريب: ٧٩١].
(٤) سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي، يكنى أبا إسحاق، أحد العشرة، وآخرهم موتاً، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كثيراً، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأحد الستة أهل الشورى، كان مجاب الدعوة، مات سنة ٥١، وقيل: ٥٥، وقيل غير ذلك.
[الاستيعاب: ٢/ ١٨، والإصابة: ٢/ ٣٣].
(٥) كذا في الأصل، والمشهور أن قراءة ابن المسيب بدون ألف، كما سيأتي في تخريج هذا الأثر، ولم أجد هذا اللفظ إلا في إحدى روايتي الحاكم.
وفرق بين (ننساها) بدون همزة، وبين (ننسأها) بهمزة، قال شيخ الإسلام وقد سئل عن معنى قوله: (ما ننسخ من آية أو ننساها) والله سبحانه لا يدخل عليه النسيان. فأجاب: أما قوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} ففيها قراءتان، أشهرهما: (أو ننسها)، والثانية: (أو ننسأها) بالهمز، أي: نؤخرها، ولم يقرأ أحد (ننساها)، فمن ظن أن معنى (ننسأها) بمعنى (ننساها) فهو جاهل بالعربية والتفسير، قال موسى - عليه السلام -: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [طه: ٥٢]، والنسيان مضاف إلى العبد كما في قوله: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعلى: ٦، ٧]، ولهذا قرأ بعض الصحابة: (أو تنساها) أي: تنساها يا محمد، وهذا واضح لا يخفى إلا على جاهل لا يفرق بين (ننسأها) بالهمز، وبين (ننساها) بلا همز.
[انظر مجموع الفتاوى: ١٤/ ٧٢].

<<  <   >  >>