وحجة من قرأ بالتشديد: أنه عدى الفعل إلى مفعولين، الأول: الأخرى، والثاني: محذوف تقديره: فتذكر إحداهما الأخرى الشهادة، والتذكير يحتاج إلى مذكر ومذكر به. وحجة من قرأ بالتخفيف: أنه عدى الفعل بالهمز، والهمز كالتشديد في التعدي، تقول: ذكرته كذا وأذكرته كذا، فالمفعول أيضاً محذوف، فالقراءتان بمعنى واحد، إلا أن التشديد معه معنى التكثير، على معنى تذكير بعد تذكير، ويحتمل أن يكون في المعنى كأذكرته، فالقراءتان متعادلتان. ومن قرأ برفع الراء فعلى القطع بعد الفاء، ومن قرأ بفتحها فعلى العطف على: أن تضل. وقد ذهب البعض: كأبي عمرو البصري، وابن عيينة إلى أن من خفف فهو من الذَّكَر الذي هو ضد الأنثى، أي: أن المرأة إذا شهدت مع الأولى ذكرتها أي: جعلتها كالذَّكَر، أي: كالرجل الذي لا يحتاج إلى غيره في الشهادة. قال ابن عطية: وهذا تأويل بعيد غير فصيح، ولا يحسن في مقابلة الضلال إلا الذِكر. [تفسير الطبري: ٣/ ١٢٤، حجة القراءة لابن زنجلة: ١٥٠، الكشف: ١/ ٣٢٠، المحرر الوجيز: ٢/ ٣٦٧].