(٢) رجح المؤلف هنا أن المراد بمقام إبراهيم هو شعائر الحج وسائر أركانه مستدلاً بهذه الآية، حيث وردت بصيغة الجمع في الآيات، ولكن الأقرب للصواب هو ما ذهب إليه جماهير المفسرين من أن المراد بالمقام هو الحجر وأن المصلى هو مكان الصلاة، وقد استدلوا بحديث جابر في صحيح مسلم: ٢/ ٨٨٧ كتاب الحج حديث: ١٤٧ ... في صفة حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال جابر: ثم نفذ إلى مقام إبراهيم - عليه السلام - فقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فجعل المقام بينه وبين البيت، وكان يقرأ في الركعتين: قل هوالله أحد، وقل ياأيها الكافرون، ثم رجع إلى الركن واستلمه. واستدلوا أيضاً بحديث عمر المتقدم في موافقته ربه. [تفسير الطبري: ١/ ٥٣٨، أحكام القرآن لابن العربي: ١/ ٥٨، تفسير البغوي: ١/ ١٤٦، وزاد المسير: ... ١/ ١٤١، وتفسير ابن كثير: ١/ ١٧٠]. وفي استدلال المؤلف بقوله: {فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} على أن المراد بالمقام هو سائر أمور الحج، نظر: فغاية ما في الآية ذكر أن المقام من جملة آيات واضحات في الحج، دون النص على أنها هي المقام بعينه، بل المقام منها. قال ابن جرير: وأولى الأقوال في تاويل ذلك بالصواب قول من قال: الآيات البينات منهن مقام إبراهيم.