للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج. تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين: وقد بين المؤلف مكانة الصحابة في ذلك فقال: ومنه ما شرّف الله به أصحاب نبيه بمشاهدتهم الأسباب التي نزل القرآن من أجلها، وسنت السنن بحضرتهم عملاً وقولاً، فكانوا بالمشاهدة أعلم الخلق بما نزل، وبوجوهه وتصرفاته، ونصحهم للأمة، وصدقهم، فمدح الله متبعهم فقال: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (١)، ومتبعهم إنما يتبعهم فيما قالوه دون مارووه، إذ كان مارُوي المتبع فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإذا اختلفوا وجب النظر في أقاويلهم، دون الخروج عنها، لقوله عز وجل: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٢)، والأحسن ما أنتجه النظر، واستخرجته الدلائل والعلل من الأصول المجمع عليها من الكتاب والسنة، فبيّن ما اختلف فيه على علل ما اتفق عليه. (٣)

وقد سبقت الإشارة في منهج المؤلف العام إلى طريقة عرضه لأقوال السلف في تفسير الآية، وسيقتصر الحديث هنا على بيان أهم المجالات التي يورد المؤلف فيها أقوال السلف وهي:

١. بيان معنى لفظة في الآية، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها: قوله: {شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (٤) فالشطر ههنا: تِلقاءه، قِبَلَهُ، قال ذلك علي - رضي الله عنه -، والبراء، وأبو العالية، وقال مجاهد: نحوه، قتادة، وزيد بن أسلم: قصده.


(١) [سورة التوبة: الآية ١٠٠]
(٢) [سورة الزمر: الآية ١٨]
(٣) انظر من هذه الرسالة ص: ١٠٨.
(٤) [سورة البقرة: الآية ١٤٤] انظر من هذه الرسالة ص: ١٤٢.

<<  <   >  >>