للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتارة يأتي بالمعنى العام للآية ثم يقول وبهذا قال: فلان وفلان، ومن الأمثلة عليه: قال الله تبارك وتعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (١) معنى هذه الآية: أن من قبل الدية واتبع بها فليس له أن يقتل بعد ذلك، فإن قتل فهو الذي توعده الله تعالى، قال ذلك سعيد بن جبير، وقتادة، والضحاك بن مزاحم.

٢. يورد أقوالهم في بيان أسباب النزول، ومن الأمثلة على ذلك: قال الله عز وجل: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا} (٢)

قال البراء: إن هذه الآية نزلت فيمن كان يشرب الخمر قبل التحريم، ومات على ذلك قبل أن تحرم. وقال جابر بن عبد الله: اصطبح قوم الخمر، ثم قتلوا شهداء. وقال أنس: إن الذين شربوها قبل التحريم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألوه عما مضى من أفعالهم فنزلت الآية.

٣. إيراد أقوالهم في بيان الناسخ والمنسوخ، ومن الأمثلة على ذلك قوله: وقد اختلف التابعون في تفسير ذلك، فقال جماعة منهم: إن قوله سبحانه: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (٣) ناسخ لقوله: {فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} (٤). وقال جماعة منهم: إن قوله عز من قائل: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} (٥) غير منسوخة، وأن الأخرى وهي قوله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (٦) عطف على الأولى.


(١) [سورة البقرة: الآية ١٧٨] انظر من هذه الرسالة ص: ١٦٢.
(٢) [سورة المائدة: الآية ٩٣] انظر من هذه الرسالة ص: ٧٠١.
(٣) [سورة المائدة: الآية ٤٩] انظر من هذه الرسالة ص: ٦٦٠.
(٤) [سورة المائدة: الآية ٤٢]
(٥) [سورة المائدة: الآية ٤٢]
(٦) [سورة المائدة: الآية ٤٩]

<<  <   >  >>