للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عباس - رضي الله عنه -: الملامسة الجماع، وأصحابه مثله. وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: القبلة والجسّة من الملامسة. وقال ابن عمر - رضي الله عنه -: القبلة والجسة هي الملامسة. وتابعهما على ذلك خلق كثير من التابعين، وروي في هذا الباب أحاديث مرفوعة أنكرها النقاد، وطعنوا بها على حديث بن أبي ثابت، ولكن ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنه -، وابن مسعود، وابن عمر، ومن تابعهم من التابعين صحيح، والنظر يوجب ما قاله ابن مسعود، وابن عمر، وكذلك ظاهر الآية؛ لأن الملامسة ذكرت مع الغائط الذي يكون منه الوضوء في الموضعين. (١)

د. تفسير القرآن بلغة العرب، قال المؤلف: لم أعدُ فيه عن السنة، وقول السلف، وما توجبه اللغة التي نزل القرآن بها. (٢)

ويأتي في مقدمة ذلك ما ذكره المؤلف عن الصحابة والتابعين في تفسير الآيات، وهو أعلى درجات التفسير اللغوي، فالصحابة عرب خلص، وبلغتهم نزل القرآن، والتابعون أخذوا علم اللغة عن الصحابة، فمنزلة تفسيرهم أعلى من رتبة غيرهم من اللغويين الذين أتوا بعدهم، بل هم أولى لجمعهم بين اللغة ومشاهدة أسباب النزول، ومعرفة أحوال العرب، وأما بعض اللغويين المتأخرين فتعاملوا مع النص القرآني على أنه نص لغوي بحت، دون النظر إلى هذه المعاني.

ومن الأمثلة على تفسير السلف اللغوي ما ذكره المؤلف عند تفسير قوله: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} (٣). قال ابن عباس: لي القاضي، وإعراضه إلى أحد الخصمين دون الآخر، وقال مجاهد، وغيره: هي في الشهود، إذا كتموا الشهادة، أو حرفوا.


(١) وانظر أيضاً ص: ٣٢٤، ٥٤١.
(٢) انظر من هذه الرسالة ص: ١١١.
(٣) [سورة النساء: الآية ١٣٥] انظر من هذه الرسالة ص: ٥٩٧.

<<  <   >  >>