للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الله عز وجل: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} (١).

كانوا يشقون أذان الإبل، ويقولون: هذه بُحر (٢)، ويشقون جلودها ويقولون: هذه صُرم (٣)، فيحرمونها على أنفسهم وعلى أهليهم، ويجعلونها لطواغيتهم، فحرم الله ذلك عليهم، ونهوا عنه، رواه عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال فيه: وإذا أتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك (٤).


(١) [سورة النساء: الآية ١١٩]
(٢) بُحُر: جمع بحيرة، يقال: بحرت الناقة بحراً أي: شققت أذنها. [مقاييس اللغة: ٩٨، النهاية: ١/ ١٠٠].
(٣) صُرم: جمع صريم وهو الذي صُرمت أذنه أي: قطعت. ... [مقاييس اللغة: ٥٦٧، النهاية: ٣/ ٢٦].
(٤) هذا الحديث ليس من رواية ابن مسعود كما ذكر، ولعله خطأ من الناسخ، وإنما هذا الحديث من رواية أبي الأحوص عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي في آخر هذه الآية، ومما يرجح كونه خطأ من الناسخ أنه في حديث أبي الأحوص - الذي سيأتي - كان قد كتب رواه ابن مسعود، ثم ضرب عليه وكتب: وقال أبو الأحوص عن أبيه.
وقد بحثت عن حديث ابن مسعود هذا فوجدت أقرب شيء مما ذكره المؤلف - وإن كان ليس له علاقة بتفسير الآية - ما رواه أبويعلى في مسنده: عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الأيدي ثلاثة، فيد الله تعالى العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة، فاستعف عن السؤال وعن المسألة ما استطعت، فإن أعطيت شيئاً، أو قال خيراً فلير عليك وابدأ بمن تعول وارضخ من الفضل ولا تلام على العفاف. ورواه أيضاً: الطحاوي في شرح معاني الآثار: ٢/ ٢١، والبيهقي في سننه: ٤/ ١٩٨ باب بيان اليد العليا واليد السفلى كتاب الزكاة، وقد رواه الطيالسي في مسنده: ١/ ٢٤٦ موقوفاً.

<<  <   >  >>