أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني فيقول له: أي فل؟ ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي رب! فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك، وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع، فيقول: هاهنا إذن، ثم يقال: الآن نبعث شاهدًا عليك ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه، ويقال لفخذه: انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق الذي يسخط اللَّه عليه.
(صحيح)(م) عن أبي هريرة. (الترغيب ٣٦٠٩)
٨٢٩٣ - هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ هل تمارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ فإنكم ترونه كذلك، يحشر اللَّه الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئًا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم اللَّه في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ باللَّه منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا عرفناه، فيأتيهم اللَّه في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه. ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا اللَّه تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ اللَّه من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك باللَّه شيئًا ممن يقول لا إله إلا اللَّه، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم اللَّه على النار أن تأكل آثار السجود، فيخرجون من النار وقد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما