للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وإلى ركبتيه، فيقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول اللَّه -عز وجل-: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقًا كثيرًا ثم يقولون ربنا: لم نذر فيها أحدًا ممن أمرتنا به. ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون ربنا: لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدًا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون ربنا: لم نذر فيها خيرًا فيقول اللَّه: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط، قد عادوا حممًا، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض، فيخرجون كاللؤلؤ، في رقابهم الخواتيم، يعرفهم أهل الجنة: هؤلاء عتقاء اللَّه من النار الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، ثم يقول: أدخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا؟ فيقولون: يا ربنا أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدًا.

(صحيح) (حم ق) عن أبي سعيد. (الترغيب ٣٦١١)

٨٢٩٢ - هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم -عز وجل- إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، فيلقى العبد فيقول: أي فل (١) ألم أكرمك وأسودك (٢) وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس (٣) وتربع (٤)؟ فيقول: بلى أي رب، فيقول:


(١) أي فلان.
(٢) أي أجعلك سيدًا.
(٣) رئيس القوم.
(٤) تأخذ المرباع وهو ربع الغنيمة كانت ملوك الجاهلية تأخذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>