كتاب السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير

كتاب البيوع - باب السلم والقرض والرهن - ج: 1 - ص: 434

يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلانًا ألف دينار فسألني كفيلًا فقلت: كفى باللَّه وكيلًا فرضي بك، وسألني شهيدًا فقلت: كفى باللَّه شهيدًا فرضي بك، وإني جهدت أن أجد مركبًا أبعث إليه الذي له فلم أجد، وإني أستودعكها فرمى بها إلى البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبًا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبًا قد جاء مسألة، فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطبًا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، وقال: واللَّه ما زلت جاهدًا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبًا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلى شيئًا؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبًا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن اللَّه قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدًا.

(صحيح) (حم خ) عن أبي هريرة. (الصحيحة ٢٨٤٥)

٢٦١٦ - إن لصاحب الحق (١) مقالًا (٢).

(صحيح) (حم) عن عائشة (حل) عن أبي حميد الساعدي (٣). (الروض النضير ٩٣٧)

٢٦١٧ - إنما جزاء السلف (٤) الحمد والوفاء (٥).

(صحيح) (حم ن هـ) عن عبد اللَّه بن أبي ربيعة. (المشكاة ٢٩٢٦)

٢٦١٨ - أيما رجل تدين دينًا وهو مُجمع أن لا يوفيه إياه لقي اللَّه سارقًا (٦).

(حسن) (هـ) عن صهيب. (الترغيب ١٨٠٢)

---

(١) أي: الدين.
(٢) أي: صولة الطلب وقوة الحجة، قاله لأصحابه لما جاءه رجل تقاضاه فاغلظ له فهموا به فقال: دعوه وذكره.
(٣) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.
(٤) أي: القرض.
(٥) أي: حمد المقترض للمقرض والثناء عليه وأداء حقه له.
(٦) أي: يحشر في زمرة السارقين ويجازى بجزائهم.